ينتابني إحساس غريب .. إحساس يكاد يقتلني ..
حينما أشعر أن الناس من حولي قد اختلفت معالمهم ..
كُنت أحسب أن الناس سواء ،، لديهم نفس المشاعر الطيبة ..
من مشاعر حب وعطاء وتسامح،، لا يعرفون الكبرياء أو تلك النظره المحدودة ..
أحسب غيري يتكلم بمثل مايتكلم به الأسوياء ..
يغني نفس ألحان الطيور في هذه الحياة ..
يرى أن الدنيا فانية ،، ولذلك فهو يعيشها بحب وسعادة ويحلق عالياً..
حتى لا تفوته تلك الفرصة ..
فيندم عليها ويندم على أيام بكى فيها أو أبكى غيرهُ..
أو ظلم هذا.. وضرب هذا.. وشتم هذا..
فالحياة أكبر أن نعيشها في حدود وضوابط ..
تحد تلك الحرية التي تجعل من الإنسان إنساناً عظيماً..
حاملاً معهُ كل صفات الإنسانية، يضحك للجميع ويتحدث إليهم..
دون أن تحكمهُ قوانين لا أساس لها..
دعوني أحدثكم بأسلوب أجمل من هذا، وقد يكاد يكون أوضح ..
لماذا لا نحكي مع الجميع نفس الحكاية..
"حكاية المحبة والأخوة"
لا نميز بين هذا وذاك ..
دون أن تغرنا تلك المظاهر الكذابة ..
أكاد أجزم لو أن الجميع حكى تلك الحكاية ..
لما كان في هذا العالم ظالمٌ أو مظلوم ..
ولعشنا في هذه الحياة في أمن وسلام ..
ولكننا في أيامنا هذه صرنا على العكس نمشي ..
فقلبنا جميع موازين الأخلاق ..
وطبقنا نظام الغرب على نظام الإسلام ..
فبات هذا الدهر يحكي كل يوم عن حكاية ..
فيه رموزٌ ومعاني لا تُفك ولا تُفسر..
ترمى ألغازاً وتهرب ..
تاركتنا تائهيــن .. هائميــن ..
نسبح في دنيا غريبة ..
تتشكل .. تتلون ..
من زمـــــــــــانٍ .. لزمـــــــــــانِ ..
فماتت أواصر المحبة والأخوة ..
وماتت معها أجمل معاني الإنسانية ..
وتفشت بيننا الأنانية ..
فأصبحنا في زمنٍ غريب .. كئيب ..
نحس فيه بتلك الأحاسيس الغريبة ..
التي تكاد تقتلنا يوماً ما..
زمنٌ دعوني أسميهِ ..
بـــــــ ... زمــن الظــلمة ...