ولدت لالا فاطمة نسومر سنة 1830م بقرية ورجة ،بلدية أبي يوسف، دائرة عين
الحمام، ولاية تيزي وزو، والدها الشيخ محمد الذي يدير الزاوية الرحمانية،
ووالدتها لالا خديجة التي تسمى باسمها قمة
جرجرة،فتخت عينها في احتلال الفرنسيين لوطنها،ترعرعت في جو العلم والدين ،واستوعبت
القران حفظا وفهما، فأدركت عمق مأساة شعبها.
تيتمت لالافاطمة ،فرحلت رفقة أفراد أسرتها إلى قرية سومر فاستقرت بها وفي
تلك الفترة أصبحت تعرف باسم لا لا فاطمة نسومر.وظهرت لديها ميول كبير إلى الإشغال السياسية والاجتماعية، وبمرور الوقت
تمكنت من فرض نفسها على مرشدي الزاوية فأصبحت كلمتها مسموعة،ونظرا إلى المكانة
التي تحتلها اتصل بها بعض الزعماء للمشاركة في الصفوف وتعبئة المواطنين بعد أن
استولت القوات على سواحل وسهول المنطقة.
وما إن اندلعت ثورة بوبغلة سنة 1850 حتى سارعت لالافاطمة إلى مساندتها ،
فشاركت في معارك التي جرت سنة 1854 ، وواجهت القوات الفرنسية ، وأفشلت تقدمها .
وفي سنة 1858 زحف الجيش الفرنسي بقيادة الماريشال رندون إلى الأربعاء من أجل استكشافها ، وجس نبض سكانها ،فوقع في
كمين نصبه سكان المنطقة بقيادة البطلة لالافاطمة فكان النصر لجيوشها .
عاد رندون الذي لم يهضم الهزائم التي تلقاها على يدي بوبغلة و لالا فاطمة
فتوغل في المناطق الجبلية ، وهاجم منطقة *إشريضن * وحاصرها من جميع النواحي ،
فأخذت لالافاطمة تواجه القوات الفرنسية ،بكل ما تملكه من قوة إلى أن قبض عليها ،
فسجينت في بني سليمان ، وضلت في السجن إلى أن توفيت عام 1863 عن عمر لا يتجاوز
33سنة.
لالافاطمة نسومر وحدة من بطالات الجزائر اللأي سجلن بنضالهن أن الجهاد ليس وقفل على الرجال ،
وأن الزعامة ليست حكرا عليهم .