قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هناك هرولة دبلوماسية لوقف أزمة اندلعت في العلاقات بين مصر وإسرائيل إثر مقتل ثلاثة جنود مصريين بقصف جوي إسرائيلي بعد سقوط ثمانية إسرائيليين على الحدود مع سيناء. وتلا ذلك إعلان مصر أنها ستستدعي سفيرها من تل أبيب وهو أسوأ تطور منذ معاهدة كامب ديفد قبل 32 سنة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي اشترط عدم ذكر اسمه أن هناك استنفارا دبلوماسيا لاحتواء الأزمة، واضطر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لكسر الهدوء التقليدي ليوم السبت فأصدر بيانا يأسف فيه لمقتل الجنود المصريين.
وكان باراك الذي انتقد يوم الخميس ما وصفه بالتراخي الأمني المصري على الحدود، قد عاد وقال إن تحقيقا إسرائيليا مصريا سيبحث ملابسات الهجوم، وقد رحبت مصر بالفكرة.
أما في القاهرة فقد تظاهر الآلاف أمام السفارة المصرية لليلة الثانية مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن هذا مؤشر حاد على أن الثورة التي أسقطت حسني مبارك تتجه لتحويل علاقة دامت ثلاثة عقود بين مصر وإسرائيل وتُعتبر حجر أساس السياسة في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن محمد بسيوني وهو سفير مصري سابق في تل أبيب وصف ما يجري بأنه درس سياسي لإسرائيل يعلن وجود مصر ديمقراطية، وقال بسيوني "هذا مهم، فأنت ترى وجودا للرأي العام في مصر"، وأضاف "المصريون لا يقبلون ما جرى وعلى الإسرائيليين أن يكونوا حذرين، فإذا واصلوا سياستهم تجاه الفلسطينيين وقضية السلام، فهذا يعني أن الوضع سيتدهور".
وقال عاموس جلعاد وهو مسؤول عسكري إسرائيلي قريب جدا من ملف العلاقات مع مصر يوم السبت لراديو إسرائيل إنه لا أحد في إسرائيل يريد الإضرار برجال الأمن المصريين ومن الضروري الانتظار حتى اكتمال التحقيق.
أما صحيفة وول ستريت جورنال فقالت إن الهجوم يثبت قدرة الجماعات المتطرفة على إثارة الاضطراب في مثلث غزة وإسرائيل ومصر، وهي المنطقة التي بدأت تهتز منذ سقوط حسني مبارك، وأكدت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو يجد نفسه في مواجهة المسلحين في غزة بينما يقبع مواطنوه في الملاجئ، كما يواجه تدهورا في العلاقات مع مصر.
وقالت الصحيفة إن إعلان القاهرة في بيان نُشر على موقع رئاسة الوزراء المصرية أمس السبت نيتها سحب سفيرها من تل أبيب أثار مشاورات طارئة من أجل تفادي أسوأ حادث في علاقات البلدين منذ ثلاثة عقود.
وقالت الصحيفة إن البيان حمل إسرائيل مسؤولية مقتل خمسة جنود مصريين على الحدود في سيناء، ووصف الحادث بأنه "شرخ" في معاهدة السلام وطالب إسرائيل بالاعتذار عن اتهام مصر بأن ضعف سيطرتها على سيناء هو سبب ما وقع.
وأوضحت الصحيفة أن البيان اختفى من الموقع مساء أمس، ورفض متحدث باسم رئاسة الوزراء المصرية التعليق، وأشارت وسائل الإعلام المصرية المحلية إلى أن بيان سحب السفير من إسرائيل كان مجرد مسودة نشرت خطأ، ورفض المتحدث التعليق على ذلك أيضا.
كما أن إسرائيل قالت إنها لم تتلق أية إشارة على نية مصر سحب سفيرها.
وأكدت الصحيفة أن إيلي شاكيد وهو سفير إسرائيلي سابق، قال إنه تم أخذ البيان على محمل الجد من طرف القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، لكن الوضع هدأ بعدما قال مسؤول كبير في السفارة المصرية بتل أبيب إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بسحب السفير المصري.